نعوذ بالله من أن تموت شجرة أهل السنة في الشام قبل أن تثمر، وأن تذبل قبل أن تزهر، وأن تقطع قبل أن تؤتي أكلها.. هذا مشروع لم يقم مثله منذ عشرات السنين. ودونكم صفحات التاريخ أيها شئتم اقرؤوا لتتأكدوا!

ألا نستحيي من تضحيات العباد، ألا نخجل من صيحات الأسرى! هل نعتقد أنهم يهتمون بشكل ونظام الحكم الذي نختلف حوله؟ وتداول السلطة - الوهم - الذي نتباحثه؟.. أم أنهم يهتمون بتشييد المباني ورفع العمارات؟ أم أننا نتوقع أنهم سينتظرون حتى نتفق على كل مسائل الاختلاف التي نطرحها -بالعشرات- كل ساعة.

أزمة أخلاقية شديدة، وغياب لمعنى الأمة، وشتات لا يلمه إلا الله، وضياع مستمر عمره مئات السنين، وأذان من بعيد يؤذن بالاستبدال إن لم نفهم، وهذا ليس ضربًا من خيال، أو اطلاع على غيب - عياذًا بالله - وإنما هي سنن كونية لم تحابي أحدًا ولن تفعل ولسنا خيرًا من الدول والممالك الإسلامية التي فنيت لما اختلفت.

الذئب لا يأكل إلا من الغنم القاصية، ومن لم يكن بيده سلاحه يصنع به لغة يحادث بها العالم ليس مؤهلاً لأن يقود تضحية الناس، وهذا منطق أثبتته بندقية القسام في غزة وصبر طالبان في أفغانستان ورجولة تحرير الشام في السنوات الماضيات.
"أدبُ الإنجاز ردُّه إلى توفيقِ الله!"
كم ذا أحنّ إلى... وكثرت الأشياء على الفراغ
كلما لملم قلبه
زاره شوق قديم
بما أننا على قيدِ حلمٍ واحد أنا وأخي الحبيب، فحري أن يكون اسم القناة كذلك🌿 (:
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
{ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين}
Forwarded from القول الحسن ٢
القراءة للسياسي والمجاهد والداعي إلى الله تمنع عنه ذوبانه في الحالة الراهنة؛ بل ترفعه إلى رؤية موقعه من التاريخ والحضارة ودوران الزمان.
وهذا مطلب واجب، فاللحظة الراهنة إذا أحاطت بالمرء منعته من النظر الصحيح والموقف الصحيح.
صمت أعلى من الصراخ.. وسؤال واحد يراودني إلى أين وصلنا؟ وإلى أين المسير؟
أسامة | على قيد الحلم
Photo
{ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَـبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَـعَةً * وَمَن يَخْرُجْ مِـــن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ * وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }

إنها ليست البداية، وليست النوع الأول من الابتلاء، وليست المصاب الجديد، بل إن من عرف ما عرفناه أدرك أن الابتلاء حكاية سرنا وإياها طيلة هذه السنوات فاختبرتنا واختبرناها، ووضعت آثارها في وجوهنا وفي صميم أرواحنا فإذا بنا بدأنا نبصر كل أمر بلا لون، وكل شيء بلا نكهة، وكل شعور بكثير من اللامبالاة..

إنني إذا أقف الساعة صابر وراضٍ بما كتب الله إلا أنني اخبئ وراء الابتسامة حزنًا ووراء الصبر ألمًا ووراء الرضا تعباً لا يجدر البوح به إلا لله.

إنَّ من ندبت روحه ندبة، وجرح قلبه جرحاً فأنّ له أن يرتجي الشفاء.. فكيف بمن أوغلت الأيام في جرحه، والسنوات في زيادة ألمه؟

فلو أنها كانت البداية تصبر لها الإنسان وصمد.. لكنه البنيان الذي قاوم الحرب سنياً طوال، فأخذت منه ما أخذت وتركت منه ما تركت، واشتعلت فيه نيرانها وذاق منها ما يجعله متعباً لا يحتمل مزيد مصاب أو مزيد ألم! فإن من طال مسيره وكثر مصابه أدرك ما بين هذه الكلمات من أحداث وما وراء هذه الأسطر من معان.

كُنتُ لا أستطيع أن أفكر ساعة في رحيلك، كنتَ النجم الذي لا أريده أن ينطفأ مهما كان السبب، كنتَ الحكاية التي لا أريد أن أنتهي منها، كنتَ النص الذي لا أريد التوقف عن الكتابة فيه، كنتَ الرجل والصديق والأب والعائلة المثالية التي أعيش معها، كنتُ أخاف تلك الخيالات التي تأتيني فتصورك لي راحلاً عنّا وتاركًا ديارنا، كنتُ أسمع أصوات القصف فأخرج إلى شرفة المنزل وأنتظرك.. انتظار مدرك لخطر إن جاء لن يبق ولن يذر!، لا زلت أتذكر كيف كان الهم يعتلي القلب، والحزن يسطوا على الوجه والألم يحز في النفس عندما يعود الجمع من الرباط ولا تكون بينهم، الأسئلة التي أطرحها فأكره أن أجيب! الخيالات التي تأخذني إلى عالم أسود موحش..، كنتُ أحتمل أي فقد، وأقارن.. فأضع الجميع بكفة وأضعك بكفة فيميل قلبي إلى أن أفقد الكل وتبقى أنت!

أتذكر الآن كيف كنت تقص علي الأحداث التي تحصل معك.. وأن البراميل المتفجرة قد سقطت في المبنى الذي كنت فيه لكن الله قدر أنها لم تنفجر.. بتُّ أفهم الآن أنك كنت تمهد لي القصة كي لا أفجع، أتذكر الآن كل تلك الأحداث والكلمات التي لم أفهم أنه كانت وصية وأنها صنعتني.

كبرتُ الآن، لكنني إلى ساعة فقدك لم أكن أريد أن أسمع هذه الكلمات، جاء خبرك كصاعقة ما عشت مثلها - والله - في كل حياتي!، فقدتُ من فقدت، وودعتُ من ودعت، ورأيت شباباً عشت معهم سنوات صاروا قطعاً في كل أرض لكنني لم أكن أريد أن أعيش هذه اللحظة أبدا لأنك كنت أنت الأصل والفرع، القصة وبطلها، كنت الركن الذي إن انهدم هدم معه كل شيء، كنت الروح التي انتزعت من الجسد، كنت بمثابة كل أحد، الأخ والأب والصديق والرفيق الرجل والشيخ.. رحلت غريبًا غربة شديدة كما عشت في غربة شديدة فما مثلك إلا كمثل الكبار الذين لم ينصفهم الناس فرحلوا إلى السماء، أفهم الآن جيدًا حجم الخذلان الذي عشته وتحاملت عليه وأدرك الساعة كم كانت تلك الابتسامة مكلفة لك وعزيزة علينا..


إلى جوار الرحيم مضيت، تاركًا وراءك دنيا عُرضت عليك فأعرضتَ عنها، دعتكَ إليها فأنكرتَها، فتحت لكَ أبوابها فأحجمتَ عنها، طبت حيًا وطبت ميتًا أبتاه، وفي ذمة الله أبقى وفي الجنة الملتقى.

2 شوال 1445
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
سَأَحمِلُ روحي عَلى راحَتي
وَأَلقي بِها في مَهاوي الرَّدى
فَإِمّا حَياةٌ تَسُرُّ الصَديقَ
وَإِمّا مَماتٌ يَغيظُ العِدى
وَنَفسُ الشَريفِ لَها غايَتانِ
وُرودُ المَنايا وَنَيلُ المُنى
وَما العَيشُ لا عِشتَ إِن لَم أَكُن
فَخَوفَ الجِنابِ حَرامَ الحِمى
ماذا لو هلك بشار
كم أمٍ ثكلى ستبتهج
كم طفلٍ يتيم سيطير سرورًا بهذا العيد
كم مشرد سيبكي فرحًا لهذا الخبر
كم شهيد سترتسم المسرة على وجهه
كم أسير سيرى النور بعد سنوات الظلام
كم، وكم، وكم حكاية تعب سببها المجرم
موت وقهر وظلم وتشريد

اللهم أبهج قلوبنا، ورد إلينا أرواحنا بخبر مقتله
"الإنسان المهزوم لا يمكن أن ينتصر، وإذا كان له أن يحقق التقدم فعليه أن يتغلب على نفسيته المهزومة. المهزوم داخليا لا يمكن إلا أن يكون مهزوما أمام التحديات التي تواجهه والأعداء الذين يطمعون فيه وفي ثرواته"
"ليس ضيقًا.. إنه يارب فوق الاختناق"
#غزة
كنت أتوقع هذه الحالة التي نمر بها ويمر بها المسلمون تجاه قضية غزة، كنت أعرف أنها إذا طالت فإنها ستنسى كما نُسينا من قبل في مضايا، وفي الغوطة، ومخيم اليرموك، وحلب، وحمص.

المشاهد المؤلمة لم تعد سوى صور مزعجة تكدر الصفو لدقائق ثم تغادرنا كأنها لا شيء.. وهي نفسها الصور التي رآها المسلمون لنا ونحن نموت جوعًا، وخنقًا، ونمزق مزقًا وننثر أشلاءًا والصورة كانت تمر ثم تكدر الصفو - في أحسن الأحوال - ثم تغيب كأننا لا شيء.

كنت أشاهد صور أهلي في غزة كأنني أشاهد صورنا في قطع سورية المختلفة فلا أبحث سوى عن حكمة الله في الأمر.. وإنه حكيم يريد أن ينصرنا وأن ينصرهم دون أن تمتد لنا يد واحدة وليس اطلاعًا على الغيب - معاذ الله - ولكنه ظنٌ بمن عودنا الفضل، يريد أن ينصرنا دون أن يعطف على جراحنا أحد.. نحن هنا في غزة وإدلب وحدنا على خريطة البلاء، ووحدنا في حكاية الخذلان، ووحدنا في سطور الإباء.. نتذوق كل معاني الهزيمة والضياع والخسارة والنصر والانتقام والعزة.. وحدنا بدأنا وحدنا سننهي هذه الاحتلالات المختلفة.. بتعبنا وبضعفنا وبأخطائنا والنقص والشح الذي نعيشه ندفع عن أمة الإسلام كلها، ونقاتل ليبقى هناك أمل ويالها من فاتورة ثقيلة دفعناها وندفعها وسندفعها ليبقى هذا الأمل!.
Forwarded from زَهراوِيّاتٌ
النَّومُ حُلوٌ جدًّا، والخَيبة جليلةٌ وممتعة، وعِشْ في الدنيا في عُسر وكأنك في يُسر، وعِش في ضَعفٍ وكأنك في قوَّة، وما دمتَ رضيتَ بالدناءة فأنت في نعيم؛ لأنك ستظلّ مُحتضنًا للدناءة حتى تدخل قبرك، عِشْ غيرَ قَلِق وغيرَ متذمِّر وغيرَ رافضٍ.. ولكن هذه ليست حياة الإنسان الذي جعله الله خليفة في الأرض.
------

من درس للشّيخ محمّد أبي موسى.
2024/05/23 23:45:32
Back to Top
HTML Embed Code: